اذا أردت الحصول على بطاقة التعريف الوطنية من مفوضية الشرطة بكلميمة فننصحك بوضع أعصابك في الثلاجة مدة شهر حتى تتجمد ثم حذار أن تسافر و معك كرامتك لأنها ستهان و تمرغ في التراب،كيف؟
في الرحلة الأولى إلى هذه الديار،ستجد الناس سكارى و ما هم بسكارى،أتوا من كل فج عميق لإثبات "هويتهم" لكن هنا تحطم كل الهويات و المعنويات،فالناس أمام المكتب المعني بالعشرات،بلا نظام و لا انتظام،قد يقول قائل أن المواطنين هم المسؤولون عن تنظيم أنفسهم لكن هيهات فاللانظام مقصود و مرغوب فيه من جانب المسؤولين.إن كنت أخي المواطن أختي المواطنة من المواطنين العاديين فربما تطلب منك الحصول على البطاقة شهورا طوالا و رحلات عديدة ،فالعملتان هنا اثنتان لا ثالثة لهما:أما معرفة أحد موظفي المفوضية حق المعرفة أو أن تعرف لمن وكم و كيف "تدهن السير".
يتم توزيع الأرقام الترتيبية بطريقة تعتبر المواطن أميا جاهلا لا يفقه حتى تسلسل الأرقام،فمن 2 إلى 7 ومن 7 إلى 12 و هكذا...أين الأرقام المحذوفة؟إنها من نصيب المحظوظين من الذين يملكون العملتان المذكورتان.كم يحز في النفس أن ترى شرطيا ببذلته الرسمية التي تفرض عليه الانضباط و تنظيم الناس،تراه يتأبط وثائق أحد المحظوظين على مرأى و مسمع من الناس ثم يخاطبهم بكل ما أوتي من قوة"واش ما عارفينش تديروا النظام؟"مفارقة عجيبة لكنها ليست غريبة بل انه يقوم أحيانا بعمليات دفع عشوائية في صفوف المصطفين من العجزة و المعاقين و المرضى...
إذا كنت أخي و أختي ممن لا حول لهم ولا قوة سيتم "تصريفك" من الباب دونما حاجة إلى ولوج المكتب فهناك من يقوم بكتابة مواعيد على الظروف في الهواء الطلق،و لا عجب أن يكون الموعد الجديد يصادف يوم عطلة رسمية أو أن يكون بعد شهر و يزيد ،كل ذلك لتنتهي صلاحية الوثائق و تضطر إلى إعدادها من جديد مع كل النفقات اللازمة جزاء لك على" فهمك الثقيل"
إنها المعاناة بعينها و الاهانة البينة للمواطن العادي والاستنزاف الفاضح لجيوب الفقراء،مسلسل ستدوم حلقاته ما لم يستطع مسؤولونا و منتخبونا توفير مكتب للبطاقة الوطنية بتنجداد رغم تعداد سكانها و شساعة المراكز التابعة لها.
نهمس في أذن القيمين على البطائق الوطنية أن الدنيا فانية و سيحاسب كل منا على أفعاله و لمسؤولينا نقول إن كنتم عاجزين عن حفظ كرامة منتخبيكم فليس لكم إلا الانسحاب بشرف من كراسيكم الفخمة.
الهجرة من أجل بطاقة التعريف الوطنية مقتبس من اجل الوقوف على الوقع المؤسف لساكنة تينجدادو نواحي كلميمة