مقاطع داخل الذاتِ وخارج الذات *: د. محمد علي الرباوي
هَا أَصْبَحْتُ أَخَافْ
هَا أَصْبَحْتُ اليَوْمَ أَخَافْ
(أَيُخِيفُكَ وَجْهُ اللَّيْلِ
تُخِيفُكَ أَنْبَاءُ الْمَوْتِ
مِسَاحَاتُ الصَّمْتِ الْمَنْشُورِ عَلَى
حِيطَانِ القَرْيَةِ
هَا أَصْبَحْتَ اليَوْمَ تَخَافُ
وَكُنْتَ تَقُولُ: ٱلْحُبُّ يُبَدِّدُ أَبْرَاجَ الرِّيحْ)
هَا أَصْبَحْتُ اليَوْمَ أَخَافُ
وَلَكِنْ لاَ اللَّيْلُ وَلاَ الْمَوْتُ
وَلاَ الصَّمْتُ بِمَنْجَمِ خَوْفِي..
اَلْمَنْجَمُ ظِلِّي
يَتَلَوَّى حَوْلِي
يَشْتَاقُ مُبَارَزَتِي
وَكِلاَنَا جُزْءٌ مِنْ إِنْسَانْ
(هَلْ تَطْعَنُ نَفْسَكَ بِالسِّكِّينِ
تُرِيقُ شَقِيقَ النُّعْمَانِ
تُوَسِّخُ وَجْهَ النَّهْرِ
وَأَنْتَ إِذَا هَبَّتْ رِيحٌ قَبَّلْتَ الأَرْضَ
تَدَاخَلَ ظِلُّكَ فِيكَ
تَوَاجَدَ فِي أَحْضَانِكْ)
****
اَلْيَوْمْ
فِي ذَيْلِ الشَّارِعِ
يُنْثَرُ فِي الأَرْضِ عَقِيقُ الشَّمْسْ
ظِلِّي…..يَتَمَدَّدُ
يَكْبُرُ..
يَأْخُذُ حَجْمَ الصَّوْتِ وَحَجْمَ الفَمْ
يَتَحَوَّلُ جِسْماً مُنْتَفِخاً فِي الشَّطِّ الآخَرِ
-حِينَ تَصَادَمْتُ مَعَ الرِّيحِ ضَحِكْتُ كَثِيرًا
حِينَ تَعَرَّى جَسَدِي وَتَكَلَّمَ جَهْراً
لُغَةَ الطِّينِ بَكَيْتُ كَثيراً-
****
هَا أَصْبَحْتُ وَحِيداً فِي مَنْفَى خَوْفِي الرَّابِضِ
فِي عيْنِي مُنْذُ سِنينْ
وَغَلاَئِلُهُ تُورِقُ كُلَّ دَقِيقَهْ
وَأَنَا أَتَحَوَّلُ نَاراً غَضْبَى نَاراً تُحْرِقُ ذَاتِي
آهٍ لَوْ أَنِّي خَارِجَ ذَاتِي
لَوْ أَنِّي أَمْلِكُ أَنْ أَصْنَعَ لِي ذَاتاً أُخْرَى
تَمْشِي لاَ تَرْسُمُ ظِلاًّ فَوْقَ شِفَاهِ الأَرْضْ
- حِينَ تَصَادَمْتُ مَعَ الرِّيحِ ضَحِكْتُ كَثِيرَا
حِينَ تَعَرَّى جَسَدِي وَتَكَلَّمَ جَهْرَا
لُغَةَ الطِّينِ بَكَيْتُ كَثِيرَا
وَفَهِمْتُ خَبَايَا الذَّاتِ كَثِيرَا
وجدة: 5/4/1976