يتيم الشِّعر
في ذكرى وفاة أبي
ما عاد تخدعُني مقولةُ مُشفق ***** أمسى يقولُ ودمعُهُ مسكوبُ
"أمَعينُ"، إن أباكَ سافر فجأة ***** وغدًا إذا طلعَ النهـارُ يؤوبُ
العمرُ أجـدبَ فالفـؤاد كئيـب ***** والدهرُ بالأتراحِ بعـد خصيـبُ
إن كان دهرُك قد أطاعك لحظةً ***** فاعلم بأن الدهر سوف يحـوبُ
والصبح مهما طال فهو سينقي ******* والشمس بعد شروقها ستغيـب
ما زال جرحك يا فؤادي نازفـاً ***** وجراح غيرك برهـةٌ وتطيـب
لو كان يرجع ما فقدناه الأسـى ****** أو كان يجعله النحيـب يـؤوب
لكنما قُدِرَ الفراق على الـورى *** فالعيش دوماَ بالفـراق مشـوب
ألقِِ التمائم ليس تمنعك الـردى *** لا يدفع الموت الـزؤام طبيـب
إنَّ القضاء إذا أتى فـي حاجـةٍ ***** قُضِيَتْ لزاماً فهْو ليـس يخيـب
فحياتنـا بصحائـفٍ مكتـوبـةٌ **** والموت طابعها فليس هـروب
أيقنتُ أنَّ قضاء ربي قد مضـى **** فتهتَّكتْ مـن حزنهـنَّ جيـوب
الدمع فاض من العيون قصائـداً *** والقول يخطئ تـارةً ويصيـب
أبتاه ما لي إذْ دعوتك لـم تجـبْ ****** قولي وبالأمس القريب تجيـب
ما لي دعوتك يا أبـي فأجابنـي ***** صمتٌٌ وأنت من النداء قريـب
إني فقدتك يا أبـي وأنـا فتـىً **** وعليَّ ثـوبٌ للشبـاب قشيـب
ما كنت طفلاً ليس يدرك ما الردى *** أو كنت كهلاًً شيَّبَتـه خطـوب
إني فقدتـك والشبـاب يزيننـي **** واليتم في زمن الشباب عصيب