« الوفاء رجل ..أخلاق العلماء .. »أبو نواس ليبراليا ..

الوفاء رجل ..أخلاق العلماء .. »أبو نواس ليبراليا ..

اتصل بي صديق أعتز بصداقته كثيرا ، وقال : لدي سؤال ..

فقلت : تفضل ..

فقال : أبو نواس ..

فقلت : ما به ؟

قال : هل تعرف حقيقة هذا الرجل ؟

فقلت : من أي ناحية ؟

فقال : أقصد مذهبه .. ما مذهبه؟

سكت قليلا .. وكان الوقت بعد منتصف الليل ، وبعد منتصف الليل تكون لي نفسية أخرى ، نفسية لا تعرف المجاملة بل تكون على سليقتها ، وأقرب إلى السخرية ..


ثم قلت : أبو نواس كان ليبراليا .. وكان يكتب في صحيفة ” المأمون ” الهابطة ، وينادي بتحرير المرأة ، كما أنه يدعم طاش ما طاش ..لا بل وقد قبضت عليه الهيئة خمس مرات ..

هنا علت ضحكات صديقي ، ثم قال : أنت مجنون ! فقلت له : هداك المولى ، أضاقت بك الأفكار والهواجس لتسأل عن مذهب رجل مات ! يا رجل أمره إلى الله ، ولعل الله يرحمه ويغفر له زلته ، وبغض النظر عن حقيقة الرجل ، فهذا أمر لا يستحق كل هذا البحث والتقصي!

ضحك صديقي من تعليقي الذي لم يتوقعه ، لكن وقت اتصاله جلب له هذا الرد المفاجئ له ، وحقيقة لم يكن الوقت هو المبرر الوحيد لهذا الرد الساخر ، لكني من النوع الذي لا يحب اطلاق التنصنيفات على البشر ، مثل هذا ( سلفي - أخواني - علماني - ليبرالي - الخ ) ..

لكننا ـ وللأسف ـ نعشق التنصيف لأنه الطريق الأسرع لمعرفة الناس ، ووضعهم في رفوف معدة لهم ، نحرص كل الحرص على ذلك ونجتهد دون أن نقرأ ما يكتبون أو نسمع ما يقولون ..

ثم قد يكون ما وصلنا عن ” أبو نواس ” مكذوبا عليه .. !

ثم هل تصنيف الناس هو قمة الهم وجل التفكير ، لماذا نبحث عن اسقاطات لرجل ما هنا وهناك ؟

لماذا لا نشتغل بأنفسنا نبحث عن زللها ونقصها ، ونحاول أن نسده ونكمله ، فإن في أنفسنا زلل كبير وفي حيانا قصور مخيف .. فلنترك الناس وشأنهم .. ونشتغل بأنفسنا ..

كما أننا لدينا حساسية شديدة لبعض المصطلحات الواردو إلينا ، فيخيل إلينا ان من كان ليبراليا كان شخصا ماجنا منحلا فاسدا ، وقد رايت كما رأى غيري من وصف بأنه ليبرالي كان يصلي ويشهد الجماعة ، بل وقد يكون أكثر حرصا بالصلاة من الذي أطلق عليه هذا التصنيف.

علاوة أننا وللأسف لا نعرف حقيقة هذه المصطلحات ومعانيها ، وإلام ترمز وتدل ، بل أننا أبواق تردد وتكرر ما تسمعه دون أن نتأكد مما نسمع.

الحديث في هذا الموضوع طويل .. لكن الهدف أتمنى أني قد أصبته ..